..أعتذر للواقعلأني بكل قسوة رفضته..وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المره..وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيمة في المواقف الصعبة..
أعتذر للأحلاملأني أطرق على ابوابها في كل ساعة.. واجعلها تبحرني في كل مكان أريده..فهي من حققت كل أمنياتي دون تردد..
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت
وكبرت معي أحلامي..
ورغم ذلك كله ،
لا تتذمر وإنما تقول:" أطلبي وأنا على السمع والطاعة
أعتذر للأملحينما رحلت عنه وبدون إستئذان..ولازمت اليأس في محنتي..ومكابرتيرغم مرارتي والأمي أقول بأني أسعد انسانة..
فلقد كانت سعاتي الوهمية تكويني في صمتي..
وتعذبني في ليلي..
دون احساس الاخرين بي..
فعذرا أيها الأمل
أعتذر للسعادةلاني عشقت الحزن ،وحملته شطرا من حياتي..وعشقت البكاء لأني انفس به عن الأمي..
وعشقت قول الآلآه لأنها تطفئ حرقة أناملي..
وعشقت الجراح لانها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي..
وعشقت الصمت في لحظة الألم لانها تحفظ لي كبريائي..
فعذرا أيتها السعادة لاني أبعدتك عن حياتي
أعتذر للزهورلأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها..وحرمتها من العيش في بستانها..ثم شممتها ولغيري أهديتها..
وبعدما لفظت أخر انفاسها رميتها ودستها..
أعتذر للبحرلأني عشقته بجنون..وطعنته في خواطري بالمليون..وأضفت إليه الغدر في هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته..
أعتذر للقاءلأني كتبت عن الرحيل والواداع ..ولأني جردته من قاموسي الملتاع..
ولأني أصبحت خاضعة للقدر
فأمنت بالرحيل كثيرا
وبكيت لأجله كثيرا..
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء..
أعتذر لأميلأنها تألمت عند ولادتي ..وسهرت على نشأتي ورعايتي..فتبكي على بكائي..
وتسعد عندما تسمع ضحكاتي..
وتسقم لسقمي.
.وتتعافى بمعافاتي..
وصبرت وتحملت طيشي وأزعاجي
وتجاوزت عن أخطائي..
وتذكرت حسناتي ..
أعتذر لقلبيلأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي.وجرعته ألما في لحظة حزني..ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري..
لأني لن أصبح بعد اليوم ليلاه..
ولن أصبح اليوم أملا سكنه ودنياه..
ولن أصبح اليوم أمه وأخته..
ولن أصبح صديقه وحافظ أسراره..
ولن امسح بعد اليوم دموعه..
ولن أبكي مع بكاءه..
ولن أتسامر مع أطيافه..
ولن أنتظر رسائله..
واتتبع خواطره وأشعاره..
لأني أنهيت كل شي بعدما ضاع الأمل..
أعـــــــــتذرللحياة حينما اتهمتها بالقسوة..وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء..
ووللجبال لأني أنسبه الي..
وللدموع حينما جمدتها بالعين ..
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه..